• ٣ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ماذا تقدم الفنون للطفل؟

ماذا تقدم الفنون للطفل؟

يؤكد مارك توين: أنّ قيمتها التعليمية الكبيرة لا تبدو واضحة أو مفهومة في الوقت الحاضر، وسوف تنجلي قريباً.

·      فهي أقوى معلم للأخلاق، وخيرُ دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان، لأنّ دروسه لا تلقن بالكتب بطريقة مرهقة، أو في المنزل بطريقة مملة، بل بالحركات المنظورة التي تبعث الحماس وتصل مباشرة إلى قلوب الأطفال التي هي أنسب وعاء لهذه الدروس.

·      إنّ كتب الأخلاق لا يتعدى تأثيرها العقل، وقلّما تصل إليه بعد رحلتها الطويلة الباهتة، ولكن حين تبدأ الدروس رحلتها عن مسرح الأطفال فإنّها لا تتوقف في منتصف الطريق بل تمضي إلى غايتها.

·      إنّ السرور الذي يجلبه مسرح الأطفال، يعد مبرراً كافياً لوجوده، إلّا أنّه مثل جانباً واحداً مما يمكن أن يقدمه.

·      إنّ مسرح الأطفال يثير المشاعر النبيلة لدى الطفل نتيجة وقوفه في صف الخير، ونفوره من الشرير.

·      وهو وسيلة لإيصال التجارب السارة، وتوسيع المدارك، والقدرة على فهم الناس.

·      وهو وسيلة للصراع من أجل حياة أفضل، لا وسيلة للهرب من الحياة، وهذا ما يجب أن يعرّف عليه الطفل.

·      فهدفه الرئيس: الإسهام في تهذيب سلوك الطفل، وبناء شخصيته، وزرع الثقة في نفسه؛ أي: إعداده تربوياً ليغدو إنساناً سوياً متكاملاً.

·      وخوفه الفرعي: محاورة الطفل نفسانياً ووجدانيّاً؛ أي: مجاراته في واقعه الطبيعي الخيالي البحت، ليتم التأليف بين الواقع والخيال، ورويداً رويداً يرتفع به إلى أن يضعه وبرفق شديد في محيطه الواقعي ليتعرف على الحياة، كما هي في واقع الحال.

·      إنّ أهم أمثولة يتعلمها الطفل هي: كيف يسلك سلوكاً سليماً في حياته.

·      ويذهب باحثون إلى أنّ الدّافع إلى مسرح الطّفل:

-         التماس شيء من الترفيه والتسلية والترويح.

-         البحث عن الهوية الذاتية المندمجة في الشخصيات التي نتمنّى أن نفعل مثلها ضمن عمل إبداعي مشتمل على المشاعر النبيلة والذوق الرفيع.

-         اكتساب الثقافة الشاملة المتّصلة بالجماهير، والمعبّرة عن طبيعة الفطرة السليمة والعلاقات الإنسانية.

-         اكتشاف ما يحدث في الذّات من أشكال التفاعل بين الدوافع والرغبات، وبين القدرات والقيم الفنية الفكرية والسلوكية والاجتماعية والأخلاقية.

·      ويقدم المسرح له مخزوناً بيانياً يفترض فيه: أن يكون سليم التركيب والعبارة والجمل، كما يقدم له المعرفة عن طريق القصة المعروضة.

·      ونلاحظ هنا: أنّ العلاقة ثلاثية الأطراف، تتم بين:

-         مركز الإرسال الممثل بالكاتب.

-         المتلقي الممثل بالطفل.

-         وسيلة النقل الممثلة بالمسرحية، وطريقة عرضها.

 

الكاتب: عبد الله محمّد الدرويش

المصدر: كتاب الأطفال/ الطريق إلى المستقبل

ارسال التعليق

Top